إن الكثير من هؤلاء الذين يحكموننا ـ اليوم ـ كانوا بالأمس يستنكرون الفساد المستشري في دواليب الدولة ويعدون المقهورين من الشعب بغد حالم , و نحن نتطلع إليهم بعيون مترقبة رافعين أكف الضراعة إلى الله أن تتغير أحوالنا لكن لم يأمر الله بعد بذلك .
كلما استفحلت مشكلنا إلا و فتحوا ملفات الماضي بينما يؤجلون ملفات الحاضر إلى المستقبل الذي قد يأتي وقد يتأخر , إنها مجرد حلول ترقيعية يسكنون بها آلام أضراس شعب لم يجد ما يمضغ ,
إن صناع القرار ببلادنا ـ كما قال أحد دكاترة الإقتصاد في أكادير ـ كرب أسرة أراد أن يتظاهر بالغنى أمام جيرانه ,لذلك يأتي باللحم و الفواكه كل يوم لأبنائه و يدخن السجائر الغالية أمام الملأ حتى يقال بأنه من الهاي كلاس , لكن ما أن تراكمت ديونه و استفحلت مشاكله حتى اضطر للتنازل عن بعض النفقات ,فاستغنى عن اللحم و الفواكه و الدواء , واستمر في تدخين سجائر المالبورو ليوهم الناس بأنه مازال في نفس المستوى المعيشي الراقي .كذلك شأن المغرب إذ أن مجمل الإصلاحات تقلص من النفقات العمومية في القطاعات الإجتماعية أو التي يعتبرها البنك الدولي قطاعات تلتهم الميزانية فتكون النتائج وخيمة على المدى البعيد و المتوسط.
تصوروا لو استجمعت الحكومة كامل قواها و تشجعت و أعلنت جلسة طارئة يحضرها كافة الوزراء و النواب و الشخصيات الفاعلة و تحضرها كل الكاميرات و ينقلون وقائعها مباشرة و يتخد الوزراء قرارا واحدا : أن يعترفوا بعجزهم عن عن حل مشاكل هذا الشعب آنذاك سوف نعترف أننا نملك حقا حكومة شجاعة