جميل أن يخلو المرء بنفسه يعقد اجتماعا مع هواجسه ، آلامه و أحزانه لذلك فكرت أن أتمشى قليلا بعد يوم متعب و شاق طلقت العنان لخيالي و نسيت نفسي وحلمت أن تتزوجني بنت السلطان ،حينما استفقت من أحلامي غير المشروعة وجدت قبالتي ثلاث شبان مفتولي العضلات ،موشومي الوجوه ينظرون إلي ارتبكت قليلا قبل أن أتصنع شجاعة مزيفة وندمت على أني أتيت إلى هذا الخلاء المقفر روادتني حينها الكثير من الأفكار قبل أن يًصرخ أحدهم في وجهي :
-" وزيد زيد واش الحشيش لي بغيتي؟"
- "لا " (هكذا قلت في خوف)
- "واش كادير هنا "
- "والو غير بغيت نحرك رجلي شويا فهاد الخلا".
ضحك ساخرا و اقترب مني الآخران .
- "منين نتا ؟ جاي عند شي واحد هنا ؟"
- " أنا خدام هنا"
- " فين كاري؟ "
- "غير هنايا حداكوم "
- "وعلاش كادور هنا؟"
- " علاش ؟ ممنوع؟"
- " لا . هنا كاين غير الشفارة و الحبس والحشيش"
- " الحشيش ؟"
- " إييه ، خصك شي حاجة ؟
- " لا , مكانكميش "
ودعتهم نادما على اللحظة التي فكرت فها أن آتي إلى هذا المكان ، أحدهم شك في أمري سمعته يقول لصاحبه :
-" هاذا لي تايدور فهاد الوقت هنا ياك مايكون منهم؟"
- " إيكون كاع منهم ، إيعاود لمو "
لما ابتعدت أكثر عاد إلي اطمئناني استعدت شريط الحادثة في ذهني لقد اعتقد أحدهم أني بركاك، لكن صاحبه أجابه بالتحدي لأنه يفهم في الأمر أكثر منه فالسلطة لا تنتظر وشاية بركاك كي تتدخل فالشرطة تعرف مكان تواجد البزناسة و تعي جيدا أن في كل حي بزناس و ربما تجد عند البوليس تقارير عن عدد الجوانات التي يدخنها هذا الشعب في اليوم الواحد . وربما مستقبلا قد يبتدعون سياسة " جوان لكل مواطن".