العمل هو الملك الوحيد للذين لا يملكون « . هكذا قال فولثير (1778-1694) لذلك أنا هنا في طابور العمال أنتظر أمر الكابران:
-» هز داك السلوم وتبع المعلم حمـــاد « .
للتو نفذت أمره متظاهرا بالقوة.
-» ماشي هاكذاك كايتهز السلوم . قلبو . ماعمرك ما خدمت فالصباغة ياك ؟ «
تبعت» المعلم حماد « أدور حيث دار و أصعد حيث صعد. ثبا لقد اكتشف منذ الوهلة أني حديث العهد بهذه الحرفة ، لما وصلنا الدور الرابع أمرني" المعلم احماد" :
- » حك مزيان هاد الحيط «
انهمكت في العمل ، هذه الحرفة رحيمة ، على الأقل سوف أشتغل في الظل غير متعبة ، أحسن بكثير من البناء أو البستنة التي كنت أزاولها في الأعياد و المناسبات الأعياد الوطنية المجيدة , والعطل الدينية!! أسرق النظر من النافذة جحافل من العمال يزاولون مختلف الحرف يعملون في نشاط و حيوية، هذه السواعد الفتية هي التي بنت صرح هذه الحضارة ، منذ أن كان هنا مجرد مرعى إلى أن أصبح عمارات شامخة وشققا جاهزة تذر على مالكيها ملايير الدراهم بينما هؤلاء العمال ــ صانعي الرخاء الذي ينعم به أرباب العمل ــ حالهم في تأزم مستمر ، يشتغلون كل هذه الساعات الطوال مقابل أجر زهيد، خمسون درهما في اليوم بينما رب العمل يحصل على ملايين الدراهم في اليوم الواحد اللآن فقط فهمت ماذا يقصد » هنري لينغيه « (1794-1736) ؛
" ثمة من يزعم أن ثراء الأغنياء هو مصدر رزق الفقراء و لا يضاهي هذا القول في سخافته و سذاجته سوى التأكيد بأن النهر هو الذي يرفد بالماء الجداول التي تصب فيه و ليس العكس ، إذ لا يدفع الغني للفقير إلا بعد أن يكون هذا الأخير قد دفع أكثر بعمله ".
وخزني" المعلم احماد " :
-» خدم خدم راه الكابران جاي «
انهمكت في العمل زملائي في حصة الضرائب يصغون للمحاضرة وأنا هنا أدفع ضرائب ذنوب لم أقترفها ، "المعلم " يسألني عن هويتي وعن البلاد التي أتيت منها أعطيه أجوبة مختصرة ، لا أريد أن يعرف أني طالب فيشفق علي ،أو ربما يحسسه ذلك بنخوة الإنتصار و هو الذي غادر مقاعد المدرسة منذ التحضيري فيقول لي :
» قريتو حتى عيتو و فالآخر جيتو تزاحمونا فــــتامارا.«